ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ». مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي سفر الرؤيا ٢١ : ١-٤ ، ٧-٨
تأمّل
بحسب
ما قاله يسوع، هناك وجهتان فقط ممكنتان لرحلة الإنسان في الحياة. ما هما هاتان
الوجهتان؟
هل
سبق لك أن سمعت العبارة: "الحياة هي عن الرحلة، لا عن الوجهة"؟ أفهم ما
يُراد من هذا القول. فالمقصود هو أننا يجب أن نستمتع برحلتنا في الحياة. وأنا
أوافق على ذلك، فالحياة هبة من الله، وقد منحنا أشياء كثيرة جميلة لنفرح بها هنا.
لكن،
ماذا عن اللحظة التي نصل فيها إلى نهاية الطريق؟ ماذا عن اللحظة التي تنتهي فيها
رحلتك؟
في تلك اللحظة، ما الذي سيهمّك أكثر؟ مدى
استمتاعك بالرحلة؟ أم وجهتك الأبدية؟
عندما
تصل الرحلة إلى نهايتها
بصفتنا
مسيحيين، نحن نُدرك أن الرحلة مهمّة، وأن الطريقة التي نعيش بها الحياة التي وهبنا
الله إيّاها بنعمته هي أمر جوهري. لكننا نُدرك أيضًا أن هذه الرحلة ستصل في
النهاية إلى خط النهاية. فهذه الحياة مكسورة، شوهتها الخطيئة، وتنتهي بالموت.
لكنها، مقارنة بالأبدية، ليست سوى ومضة قصيرة.
صحيح
أن في تلك العبارة القديمة بعض الحقيقة، لكنها توحي وكأن الوجهة لا تهم، وكأن ما
يهم هو الرحلة فقط. وهذا يُشبه القول إن هذه الحياة هي كل ما هنالك.
لكن عندما ننظر إلى الحياة من خلال نظرة كتابية، نُدرك أن هذه الحياة ليست كل شيء.
ونُدرك أيضًا أن هناك وجهتين فقط ممكنتين. والوجهة التي تصل إليها ستُحدّد مصيرك
إلى الأبد.
الغالبون
والمنتصِرون
في
المقطع الكتابي لهذا اليوم، وصف الرسول يوحنا الرؤية الرائعة التي كشفها له الروح
عن السماء الجديدة والأرض الجديدة. هذا هو الموطن الأبدي لشعب الله، حيث لا وجود
للشر أو الحزن. لقد تمّ الانتصار على الخطيئة والموت إلى الأبد. ويقول يوحنا إن
السماء هي الوجهة الأبدية لأولئك الذين يغلبون وينتصرون (الآية ٧).
لكن،
من يستطيع أن يُسمّي نفسه غالبًا ومنتصرًا؟
فقط الذين وضعوا إيمانهم بيسوع المسيح من أجل خلاصهم. في رسالته الأولى، كتب
يوحنا:
"فَكُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ، وَهذِهِ هِيَ
الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِي
يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلَّا الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ
اللهِ؟"
(١ يوحنا ٥ : ٤ - ٥)
وفي
رؤيا ٢١ : ٢٧ ، أوضح يوحنا من الذي سيدخل هذا المسكن الأبدي المجيد ومن الذي لن
يُسمح له بالدخول:
"وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ نَجِسٌ، وَلا مَنْ يَصْنَعُ رِجْسًا وَكَذِبًا،
إِنَّمَا الْمَكْتُوبُونَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَلِ."
سِفر حياة الحَمَل هو سجل يحتوي على أسماء جميع الذين وضعوا إيمانهم بالرب ونالوا
الخلاص الأبدي. وأي شخص لا يُوجَد اسمه في سِفر الحياة، يُطرَح في بحيرة النار
(رؤيا ٢٠ : ١٥)
إلى
أين تتّجه؟
كما ترى،
الوجهة مهمة، لأنه في نهاية رحلتنا هناك احتمالان فقط:
إما الحياة
الأبدية مع الله، أو العقاب الأبدي بعيدًا عنه.
لكن هذا لا
يعني أن الرحلة غير مهمة، بل على العكس، فالرحلة هي المكان الذي نُقرّر فيه وجهتنا
الأبدية. فماذا عنك؟
ما القرار الذي اتّخذته؟
إلى أين أنت ذاهب؟
طلبة الصلاة:
صلِّ هذا الأسبوع:
يا رب، أشكرك وأسبّحك من أجل رجاء السماء. أشعر بالكثير من السلام والفرح لأنني أعلم أنه في نهاية الطريق، سأكون معك إلى الأبد.
أُصلّي من أجل كل من لم يضعوا إيمانهم بك بعد، أن يعرفوك ويثقوا بك، لكي تُكتَب أسماؤهم أيضًا في سفر الحياة. آمين.
الكثيرون
يعيشون وكأن الوجهة لا تهم... لكنها تهم حقًا.
شارك شخصًا
تعرفه كيف يمكنه أن يتأكد من أن مسكنه الأبدي سيكون مع الله.
تواصل معنا.