زكّا

"يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَٱنْزِلْ، لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ ٱلْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ."

سيطرت على رجل يدعى زكا رغبته بالمنصب وحبّه للمال، فاحتال وخان الآخرين كي يصل الى منصبه. ربما في سعيك نحو أهدافك، قد قمت أيضاً بأعمال لست فخوراً بها، فلم تربح سوى المنصب والمال، ولكن خسرت احبائك. أو ربما فقدت السلام من قلبك، وطغى عليك القلق وتأنيب الضمير.

وفي يومٍ، أراد زكا أن يرى الرجل الذي يدعى يسوع بعينه كما العالم يراه، فكانت جموعٌ كثيرةٌ تتبعه أينما ذهب لتستمع لتعاليمه، وترى أعماله وعجائبه. قصد زكا المدينة التي كان بها يسوع واجتاز الصعوبات ورفض الناس له. صعد على شجرة كي يرى من هو هذا الرجل الذي يحبه الناس. ويومها، رغم الحشد الكبير، رآه يسوع، دعاه باسمه، واختار أن يمكث في بيته. لم يرفضه ولم يحاسبه على شرّه، بل طلب منه النزول من الفوقية التي لديه إلى التواضع.

مقابل تطرّف طموح زكا، كانت محبّة يسوع المسيح أكثر تطرّفاً. فهي محبّة غير مشروطة، خالية من الدينونة. رأى المسيح قلب زكا، عرف عاره وذنبه، وعرف ما هو قادر ان يعمل من خلاله.

اليوم، المسيح يراك؛ يرى قلبك، وهو يختارك لأعمال صالحة قد سبق وأعدّها لحياتك.

ربما تفكّر: "ماذا عن أعمالي المخزية؟ ماذا لو عرفتَ حقيقة ما أخفيته عن الجميع؟"

لم يأتِ المسيح ليدين، بل ليخلّص. اليوم، هو لا ينظر إلى كميّة أخطائك، مهما كانت معيبة، بل إلى ما هو موجود في قلبك، وهو يريد أن يعطيك الغفران والسلام والفرح الحقيقي.

ضع حمل الخطيئة، مهما كانت ثقيلة، بين يديه، وهو يريحك.

” تَعَالَوْا إِلَيَّ يا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلْأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.”

هل أنت مستعد لتستقبل المسيح في حياتك؟

كلّمه بهذه الكلمات: "ربي و الهي القدوس انا اخطأت تجاهك وتجاه نفسي ومن هم حولي. آتي إليك اليوم واطلب منك أن تغفر لي اثمي وتفتح قلبي لتملك عليه وتنقّيه. أحتاج إلى محبتك لكي تقود سفينة حياتي. آمين "