لماذا يؤلم الأمر كثيرًا
كلمتا "الضيق" و"التعزية"، غالبًا ما تجتمعا معًا.
"مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ." ٢ كورنثوس ١ : ٣ - ٤
الضيق والتعزية
تتكرر كلمتا
"الضيق" و"التعزية" مرارًا في هذا المقطع، وهما دائمًا تسيران
معًا. الضيق هو ما نسمّيه اليوم غالبًا ضغطًا أو توترًا.
إنه ما قد تشعر
به الآن عندما تفكر في الذهاب إلى العمل. هو ما يربط معدتك بالعُقد ويجعلك قلقًا
أو خائفًا مما ينتظرك في المستقبل. هو ما يصنع الأيام المزدحمة والليالي بلا نوم.
إنه يواصل إزعاج ذهنك باستمرار ويهدد راحتك. يرفض أن يزول أو يتركك وشأنك.
إنه يُحبطك
ويُظلم المستقبل في عينيك بتوقعات الكوارث.
تقوية الله
الراحة ليست
مجرد بعض التشجيع أو كلمات ودية للتخفيف، بل إن معناها الأساسي هو التقوية.
ما اختبره بولس
هو تقوية الله التي منحتْه روحًا هادئة ومطمئنة لمواجهة الضغط والتوتر اللذين
عاشهما. ما يدهشني هو أن كثيرًا من المسيحيين يخشون مواجهة حياتهم اليومية لأنهم
يشعرون بأنهم مقيدون بالعُقد ولا يستفيدون من عطية الله لمعالجة مثل هذا الضغط.
هذه الكلمات لم تُوجَّه إلينا لمجرد استخدامها في المشكلات الدينية فحسب، بل
لتُستخدم في أي نوع من أنواع التوتر. راحة الله، أي تقوية الله، متاحة لكل ما يسبب
ضغوطًا في حياتك.
الهروب من
المشكلات
أقول إن كثيرين لا يستفيدون منها، والسبب هو أنهم يُظهرون في سلوكهم أنهم يتصرفون
تمامًا مثل أي شخص غير مسيحي، يحاولون الهروب من ضغوطهم. أو إن كانوا مسيحيين،
فإنهم يصلّون لكي يخلِّصهم الله من ضغوطهم، أو لكي تُزال مشكلاتهم. فهم دائمًا
يصلّون من أجل أن تُؤخذ مشكلاتهم بعيدًا عنهم أو أن يُحمَوا منها بالكامل. كل
آمالهم متعلقة بالهروب بطريقة ما، وردود أفعالهم لا تخرج عن القلق، أو التذمّر
والشكوى، أو الغضب، أو الخوف. وهذا ليس تطبيقًا عمليًا للمسيحية.
استمع إلى كلمات بولس في الكتاب المقدس: «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح»
(٢ كورنثوس ١ :
٣).
إنه يبارك الله
على ظروف حياته، رغم الضيقات. يدعو الله أبا الرحمة وإله كل تعزية. إنه يرى يد
الله في ما أُرسِل إلى حياته؛ لذلك لا يصلّي لكي تُزال عنه هذه الأمور أو يهرب
منها، بل يراها فرصًا لإطلاق قوة الله.
طلبة الصلاة:
صلِّ هذا الأسبوع:
أيها الآب السماوي،
أعترف أمامك أنني غالبًا ما أغضب من صعوباتي. أرفض أوقات الشدة. لا أريد قبولها. أرغب في زوالها أو أتمرد وأشتكي. ساعدني أن أثق بك وأن أكون في سلام. آمين.
في أوقات الحزن
والمِحَن، هل نجد المعنى والتعزية في معرفتنا أننا نتجهَّز لخدمة الآخرين من أجل
يسوع؟
تواصل معنا.