لماذا كان على يسوع أن يموت؟
الإجابة تحمل رسالة عميقة من الرّجاء والفرح يحتاج إليها كل واحدٍ منّا اليوم.
لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. رومية ٥ : ٦
جميعنا، نحن
المؤمنين بالمسيح، نعرف الجواب على هذا السّؤال، أليس كذلك؟ نحن نعلم أنّه مات من
أجل خطايانا، لكن لماذا كان عليه أن يفعل ذلك؟ لماذا لم يستطع الله ببساطةٍ أن
يغفر لنا كما يمكننا أن نغفر لبعضنا البعض؟
هل كان ذلك ضروريًّا؟
فكّر في آخر
خطيئة ارتكبتها. لماذا ينبغي على إلهٍ قدّوس أن يكون كريمًا إلى هذه الدرجة مع
خاطئٍ مثلك؟
لهذا السّبب:
"لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ
الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ"
(رومية ٥: ٦).
"في الوقت
المعيّن" تشير إلى لحظة محدّدة في التاريخ جاء فيها يسوع. كان كلّ شيء مهيّأً
لظهوره (غلاطية ٤: ٤): كان هناك جوع عالمي للحقيقة، ولغة عالميّة (اليونانية
العاميّة أو "كوينه") لنقل إجابة الله لذلك الجوع، وسلامٌ عام يتيح
انتشار المسيحيّة، وطرقات تربط العالم المعروف تمكّن أول المرسلين من حمل الرسالة
إلى أقاصي الأرض.
لكن
"الوقت المعيّن" له معنى آخر أيضًا. قبل أن نموت مباشرةً، مات المسيح من
أجلنا. قبل أن يفوت الأوان، عندما لم يكن لدينا أيّ أمل في المغفرة والخلاص،
"مات المسيح من أجل الفجّار".
لقد "مات عنك".
عن جميع
الفجّار، دون استثناءات أو شروط. كل الخطاة وكل الخطايا مشمولة. لقد "مات
عنك".
ذهب يسوع إلى صليبك، وتحمّل العقوبة بدلاً منك، حمل ألمك، دفع دينك، ونال خلاصك.
نادراً ما يموت
أحد من أجل شخص صالح (رومية ٥: ٧)، كما يفعل حارس أمن يضحّي بنفسه لحماية الرئيس،
أو جندي يضحّي بحياته لإنقاذ زميله. لكنّنا لم نستحقّ مثل هذه التضحية:
"وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ
خُطَاةٌ، مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رومية ٥: ٨).
"بيّن"
تعني "جمع الأدلّة، أو عرضها بوضوح". كما يستخدم المحامون الأدلّة
لإثبات قضيّتهم، هكذا استخدم الله موت ابنه لإثبات محبّته لنا. "ونحن بعد
خطاة"، حصل هذا.
جميعنا قد أخطأنا وأعوزنا مجد الله.
(رومية ٣: ٢٣).
جميعنا استحقّ الموت (رومية ٦: ٢٣).
لكنّنا جميعًا نلنا السّلام مع الله من خلال المسيح.
سجل خطايانا
مُحي تمامًا
نحن الآن
"تبرّرنا" بدمه (رومية ٥: ٩ أ)، أي أُعلِنّا أبرارًا أمام الله، كما لو
أنّ السجلّ الجنائي قد مُحي بالكامل. وإن كان الله قد فعل هذا من أجلنا في الماضي،
"فَبِالأَوْلَى نَتَخَلَّصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ" (الآية ٩ ب).
كان الحاخامات يستخدمون كثيرًا أسلوب
"من الأصغر إلى الأكبر": إذا كان الأمر أ صحيحًا، فكم بالحري ب يكون
صحيحًا.
وقد استخدم يسوع هذا الأسلوب مرارًا، مِثل
مَثل الأرملة المُلحّة: إن كان القاضي الظالم قد استجاب لها، فكم بالحريّ الله
يجيب صلواتنا (لوقا ١٨: ١–٨).
وبالطريقة
نفسها، يبرهن بولس أنّه إن كان يسوع قد خلّصنا من خطايانا الماضية، فكم بالحريّ
سينجّينا من غضب الله في المستقبل.
قبل كفارة المسيح، كنا "أعداء الله"، أمّا الآن وقد تصالحنا معه،
"فَبِالأَوْلَى نَتَخَلَّصُ بِحَيَاتِهِ" (رومية ٥: ١٠).
لذلك، "نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي
نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ" (الآية ١١).
فكرة بولس
بسيطة: نحن في سلام مع الله، ويمكننا أن نعيش في سلام مع الآخرين ومع أنفسنا.
لماذا؟
لأننا نلنا الدخول إلى الآب من خلال الابن.
بما أن موت
يسوع دفع ثمن خطايانا الماضية، فهو يضمن لنا المكافأة الأبدية في المستقبل.
والآن، يعمل الروح في حاضرنا ليحوّل
آلامنا إلى شخصية صلبة قادرة على التحمل، ممّا يمنحنا رجاءً نستند إليه في
الانتصار في الأيّام القادمة.
يمكننا أن نكون في سلام مع ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا.
طلبة الصلاة:
صلِّ هذا الأسبوع:
أيها الآب السّماوي،
أنا لا أستحقّ أبدًا هذه التضحية المذهلة التي قدّمها ابنك يسوع.
أشكرك على محبّتك. أرجوك، قرّبني إليك إلى الأبد. آمين.
نحن نستطيع أن
نُغفر لنا وتُمنح لنا الحياة الأبدية إذا قبلنا عطية الخلاص التي يقدّمها لنا.
والعطية لا بدّ من فتحها. علينا أن نقبل بالإيمان العطية التي يمنحنا إياها
بالنعمة.
هل تودّ أن تتواصل مع شخص مُحبّ يهتم بك لتتحدث معه عن الحياة الأبدية؟
تواصل معنا.