القيامة، ركيزة المسيحية، الجزء الأول: مواجهة الحقائق

مواجهة الحقائق


وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! ١ كورنثوس ١٥ : ١٧


العهد الجديد يوضّح أنّ القيامة الجسدية ليسوع المسيح هي إحدى الركائز التي تقوم عليها العقيدة المسيحية.

 

قال بولس للكورنثيين: «وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! إِذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا! إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ.

(١ كورنثوس ١٥ : ١٧ - ١٩).

 

هو قام من بين الأموات

كانت رسالة الرسل في سفر أعمال الرسل تدور حول محور القيامة التاريخية. بدون قيامة المسيح، لما استطاعت المسيحية الصمود أمام الهجمات النقدية.

«نحن شهود بكل ما صنعه في أرض اليهود وفي أورشليم. هم أيضا قتلوه معلّقا إياه على خشبة. أقامه الله في اليوم الثالث ومنحه أن يظهر، ليس لكل الناس، بل للشهود الذين اختارهم الله مسبقاً، أي لنا الذين أكلنا وشربنا معه بعدما قام من بين الأموات. وأمرنا أن نبشر الناس، ونشهد بكل جدية أن هذا هو الذي عينّه الله حاكماً على الأحياء والأموات»

(أعمال الرسل ١٠ : ٣٩ - ٤٢)

ونظراً لأنّ الإيمان المسيحي كله يقوم على هذا الحدث الواحد، فإن سؤال حدوث القيامة فعلاً يعد ذا أهمية قصوى.

 

تحول المشككون الشرسون

عدد من المفكرين الذين سعوا لدحض القيامة وبالتالي إبطال المسيحية وجدوا أنفسهم بدلاً من ذلك أمام ثقل الأدلة المؤيدة للقيامة، ممّا أجبرهم على الركوع أمام المسيح الحي.

 

الأدلة: ٨ حقائق
فيما يلي ثمانية حقائق حول موت يسوع لا يمكن للمؤرخين ولا اللاهوتيين تجاهلها. هذه الحقائق تفترض أن الأناجيل هي مصادر تاريخية رئيسية، وهذه الفرضية جزء من نقاش أوسع خارج نطاق هذا النص. هذه الحقائق قد فسرت بطرق مختلفة لتجنب استنتاج أن يسوع قام من الموت؛ لكن كل النظريات البديلة تفشل في النهاية في تفسير البيانات التاريخية. علاوة على ذلك، كما سنرى، فإن كتلة الأدلة الظرفية تعزز قضية القيامة أكثر.

 

الحقيقة الأولى: عُذّب يسوع وصلب.

عانى يسوع الموت على الصليب. خضع لست محاكمات (ثلاث دينية وثلاث مدنية) امتدت طوال الليل حتى الصباح. نتيجة لذلك، ضربه الرجال بقسوة في وجهه وجسده، انتزعوا لحيته، وضعوا على رأسه تاجاً من الشوك، وجلدوه بعدد كبير من السوط الروماني القاسي. بعد أن أجبره المعذبون على حمل عارضة الصليب الثقيلة على ظهره النازف، دقوا مسامير حديدية في يديه وقدميه لتثبيته على الصليب. بعد موته، طعن أحد الجلادين رمحاً في جنبه، وخرج دم وماء فوراً. ثم أعلن القائد أن يسوع مات (مرقس ١٥ : ٤٤ - ٤٥)

 

الحقيقة الثانية: وُضع جسد يسوع في قبر محفوظ.

وضع الأصدقاء جسد يسوع في قبر محروس بإحكام. كان قبر يوسف الرامي منحوته من الصخر الصلب وله مدخل واحد أُغلق بحجر "كبير جداً" (مرقس ١٦ : ٤). كان الحجر يناسب مجرى ضيّق ويحتاج إلى دفعه على منحدر من قبل عدة رجال لدخول القبر. لف الأصدقاء جسد يسوع في أكفان كتانية مع حوالي ١٠٠ رطل من التوابل (يوحنا ١٩ : ٣٩-٤٠)، وأمر بيلاطس بوضع حرس من الجنود (ربما رومان) أمام القبر عندما أُغلق الحجر (متى ٢٧ : ٦٥-٦٦). كان ختم روماني على الحجر يشير إلى أن الجسد بداخل القبر ولم يتم العبث به.

الحقيقة الثالثة: التلاميذ كانوا محبطين بوضوح بسبب صلب يسوع.

انظر لوقا ٢٣ : ٥٦ ؛ ٢٤ : ٢١ و مرقس ١٦ : ١ 

 

الحقيقة الرابعة: وجد الأصدقاء القبر فارغاً في اليوم الثالث.

وجدت مريم المجدلية وأتباع آخرون القبر فارغاً في اليوم الثالث. كان هذا الأمر محل نزاع في الماضي، لكن الدراسات الحديثة حتى من لاهوتيين ناقدين أفضت إلى اتفاق علمي متزايد على أن القبر كان فعلاً فارغاً. وقد اعترف بذلك حتى أعداء يسوع، إذ رشوا الحراس ليدعوا أن الجسد سرقه التلاميذ (متى ٢٨ : ١١ - ١٥). ولو كان الجسد لا يزال في القبر عندما بدأ انتشار نبأ قيامته، لكان من المتوقع أن تقوم السلطات بنبشه وعرضه علناً لإيقاف الشائعات. لكن لم يُعرض جسم أبداً ولم يُنكر القبر الفارغ.

 

الحقيقة الخامسة: تمّ كسر الختم الروماني ونُقل الحجر الكبير.

انظر لوقا ٢٤ : ٢ ؛ مرقس ١٦ : ٤ 

 

الحقيقة السادسة: غادر الحراس القبر الفارغ وأبلغوا بما حدث.

بعد إبلاغهم رؤساء الكهنة بما حصل، تلقى الحراس رشوة كبيرة ووُعدوا بحماية من العقاب من قبل بيلاطس الذي كان بإمكانه إعدامهم لفشلهم (متى ٢٨ : ١١ - ١٥)

 

الحقيقة السابعة: كانت أكفان الدفن فارغة لكنها غير مضطربة.


يسرد يوحنا ٢٠ : ٣ - ٨ حالة القبر عند وصول بطرس ويوحنا، ويقول إن الأكياس الكتانية التي استُخدمت كأكفان كانت "مطوية في مكان لوحدها" (٢٠ : ٧)

 

الحقيقة الثامنة: ظهرت عدة مرات المسيح للجسد بعد قيامته.


أبلغ أتباع يسوع عن ظهور المسيح لهم في هيئة جسدية في مناسبات متعددة. كانت هذه شهادات شهود عيان، وشملت ظروفاً وأشخاصاً مختلفين. في مناسبة واحدة، ظهر المسيح لأكثر من ٥٠٠ شخص دفعة واحدة (١ كورنثوس ١٥ : ٦). في هذه الظهورات، أكد المسيح أنه في جسد حقيقي وقدم دلائل كثيرة على ذلك. كانت أول الشهود نساء، وهذا غير متوقع في سرد مختلق لأن المحاكم اليهودية كانت تعتبر شهادة النساء غير موثوقة. كما ظهر للمسيح أخوه يعقوب (١ كورنثوس ١٥ : ٧) ولاحقاً لبولس (١ كورنثوس ١٥ : ٨). في كل حالة، تغيرت حياة هؤلاء الشهود بشكل جذري، وهذا من الصعب تفسيره خصوصاً في حالة بولس دون القيامة.

تأمُل الأسبوع المقبل سيكون الجزء الثاني. سنستعرض باختصار النظريات التي طرحت عبر السنين كتفسيرات بديلة عن القبر الذي وُضع فيه جسد يسوع وعن ظهوراته الجسدية.

 

تم استخدام هذا المحتوى بإذن من Ken Boa Ministries. تعتمد هذه السلسلة بشكل كبير على محتوى فصل "لماذا نؤمن بالمعجزات؟" من كتاب "أنا سعيد لأنك سألت" (لـ Ken Boa وLarry Moody، نشر بواسطة Search Ministries).

 

طلبة الصلاة:


صلِّ هذا الأسبوع:

يا إلهي،

 أنا ممتن بصدق للعمق المدهش للحب الذي أظهرته التضحية الوحشية ليسوع الذي مات من أجل خطاياي. أنا لست مستحقاً. شكراً لرحمتك وتعاطفك معي. أرجوك قربني منك كل يوم. أحبك، آمين.




هل هناك أي حقائق وردت في هذا التأمل ترغب في مناقشتها مع متطوع مسيحي مهتم؟

 تواصل معنا.


هل تحب هذا؟

هل تحب ما قرأت للتو؟ قم بالتسجيل للحصول على هذا كبريد إلكتروني في صندوق الوارد الخاص بك هنا!

التسجيل