الكرمة الحقيقيّة

الاتّصال بالكرمة الحقيقيّة.


أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. يوحنا ١٥ : ١-٤


ما الهدف من ذلك؟


هل يبدو التقليم أمرًا مُمتعًا أم مؤلمًا؟ وما الغرض من القيام به؟ 

لدينا العديد من النباتات والزهور في حديقة منزلنا الخلفيّة. عندما انتقلنا إلى المنزل لأوّل مرة، قضت زوجتي وقتًا طويلًا في تقليم النمو الزائد، وقطع الأغصان الميتة، وسحب النباتات التي لم تزهُر أو لم تكن في حالة جيّدة. مثل الأعشاب الضارة، كانت النباتات غير الصّحّيّة تخنق النباتات الصّحّيّة.

 

التقليم يقوّي


الحقيقة أنّ النباتات والأشجار الصّحّيّة تحتاج أحيانًا إلى تقليم جيّد بين الحين والآخر. فقد تنمو لديها "الأفرع الصغيرة" التي تستهلك الماء والمغذّيات بعيدًا عن النبات الرئيسي. إنّ قطع هذه الأفرع الصغيرة يسمح للنبات الرئيسي بالحصول على كلّ الماء والمغذّيات التي يحتاجها ليستمرّ في النمو بشكلٍ صحّي وأقوى. قد يبدو من المؤلم والمهدور أن نقطع براعم تبدو صحّيّة تمامًا، لكن في الواقع، عدم تقليم النباتات والأشجار يجعلها أضعف في العادة. التقليم يقوي النبات، ويُعلّمه أن ينمو في الاتجاه الصحيح، ويجعله أكثر إنتاجيّة.

 

الاتصال بالجذور.


أنا لست خبيرًا في البستنة، لكني أعلم أنه إذا رأيت زهرة جميلة وقصصتها لأهديها لزوجتي، فلن تدوم تلك الزهرة طويلاً كما لو تركتها متّصلة بالساق. عندما تفقد الزهرة اتصالها بالساق، فإنها تفقد اتصالها بالجذور، وبالتالي لن تحصل على الماء أو المغذيات من التربة. للأسف، الزهور المقطوعة حديثًا لا تدوم طويلًا.

اليوم، قرأنا التصريح السابع والأخير من تصريحات يسوع "أنا هو" أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. (يوحنا ١٥: ١). في هذا التشبيه، يسوع هو الكرمة الحقيقية، والمؤمنون الحقيقيون هم الأغصان المتصلة به، الكرمة. أمّا الأغصان الميّتة التي تُقطع فهي الأشخاص الذين زعموا أنهم مسيحيون ولكنهم لم يؤمنوا به حقًا. الآب هو القائم على تقليم الكرمة أو البستاني. يستطيع معرفة من هو المؤمن الحقيقي بالمسيح من خلال إنتاجهم للثمر الصالح أو عدمه.

الأغصان التي تُثمر ثمرًا جيدًا تشترك جميعها في شيء واحد — هو اتصالها بالكرمة. وبالمثل، المؤمنون الحقيقيون بالمسيح يثبتون فيه، ويبقون على تواصل روحي معه. لكن يسوع لم يقل إنّ الآب يترك الأغصان الجيّدة دون تعديل، بل يقول إنّه يقلّم هذه الأغصان لتُثمر أكثر.

 

مواسم التجارب والشدائد.


هل شعرت يومًا وكأنّك تُقلّم؟ أنا أعرف أنني شعرت بذلك. يحدث هذا التقليم غالبًا في مواسم التجارب والشدائد والانتقالات. عادةً ما يزيل الله أشياء من حياتي تشغلني أو تستهلك طاقتي عن القيام بالدعوة التي أُرسلت لها. وعندما يزيل هذه الأشياء من حياتي، مهما بدا الأمر مؤلمًا وغير مريح في حينه، فهو دائمًا من أجل صالحي ولمجده. بعد أن يُقلّمني، أبدأ في إنتاج ثمر صحّي أكثر في حياتي الروحيّة.

على العكس، إذا لم يُثمر الغصن، يعلم الآب أنّ هذا الشخص ليس مؤمنًا حقيقيًا، وبالتالي لا يزال ميتًا في خطاياه. هذه الأغصان الميّتة تدعي أنّها متّصلة بالكرمة الحقيقية، لكنّها ليست كذلك. إنّها تسرق المغذّيات والطاقة من الأغصان الحيّة الحقيقية وتجعلها أضعف.

في يوحنا ١٥: ٦، قال يسوع، "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ." الأشخاص الذين لم يختبروا الخلاص الحقيقي ليسوا متّصلين بالكرمة الحقيقية، ولا يثبتون في المسيح، ولا يثمرون ثمرًا روحيًا. هؤلاء سيتم قطعهم، ويحكم عليهم، وفي النهاية يُهلكون.

 

الثّبات في محبّته.


ولكن ماذا يعني أن نثبت في المسيح؟ قال يسوع:  إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. (يوحنا ١٥: ١٠)

علامة المؤمنين الحقيقيين هي الطاعة للمسيح وكلمته. المؤمنون الأمناء هم الأغصان التي تُثمر كثيرًا، لأنه بدون المسيح لا نستطيع أن نفعل شيئًا (يوحنا ١٥: ٥)

هل أنت متّصل بالكرمة الحقيقية؟


تم استخدام هذا النص بإذن من
Global Media Outreach من كتاب "العودة إلى الكتاب المقدس - يقودك إلى الأمام" للمؤلف القس نات كراوفورد. نُشر أصلاً في ٢ يونيو ٢٠٢٣. تأملك اليومي "الخطوة إلى الأمام".

 

طلبة الصلاة:


صلِّ هذا الأسبوع:

يا ربّ، أريد أن أثبت في محبّتك. ساعدني على الطاعة لكلمتك. رغم أنّ الأمر كان أحيانًا مؤلمًا، أشكرك لأنّك قمت بتقليمي وقصّيت كل ما يعيق نموي الروحي. أريد أن أُثمر كثيرًا فيك. آمين.




هل تعرف مؤمنًا آخر يمرّ الآن بمرحلة تقليم مؤلمة؟ أو هل أنت تمرّ بها؟ كيف يمكنك أن تثبت في المسيح طوال هذه المرحلة؟

 تواصل معنا.


هل تحب هذا؟

هل تحب ما قرأت للتو؟ قم بالتسجيل للحصول على هذا كبريد إلكتروني في صندوق الوارد الخاص بك هنا!

التسجيل