ثلاث طُرق للاستعداد لنهاية الزمان

ما يجب فعله مع اقترابنا من نهاية الزمان.


وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ للهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. ٢ تيموثاوس ٣ : ١ - ٥


لا يجب أن نتفاجأ 

كثيرون يسألون عمّا يجب فعله مع اقترابنا من نهاية الزمان.  

كنت أشعر بفضولٍ كبير عندما زرت مسقط رأسي في مدينة "لاباز" قبل بضع سنوات. أردت بشكلٍ خاصّ زيارة المنزل الذي ولدت فيه وعشت فيه جزءًا من طفولتي قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة.  

لقد تحقّق لي ذلك حين زرت المنزل مع أحد أبناء عمي. كان في نفس المكان، وكان نفس المنزل. لكن كم كان مختلفًا. فقد تمّت تسوية الحديقة المكوّنة من ثلاث طبقات، وحلّ مكانها مبنى من طابقين يحتوي على شقق سكنية. وتحوّل الكراج إلى شقة صغيرة. بالكاد تعرّفت عليه بسبب التغييرات الجذرية.  

حدث الشيء نفسه في الولايات المتحدة. نفس البلد، نفس الموقع، لكن التغيّرات في المشهد الأخلاقي مُقلقة. تأملوا بعض التغيرات الاجتماعية التي شهدناها خلال الخمسين إلى الستين سنة الماضية.  

لكن لا يجب أن نتفاجأ. ففي سفر تيموثاوس، يذكر الله الأوقات العصيبة التي تعكس للأسف ثقافة اليوم: "وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ للهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا." ٢ تيموثاوس ٣ : ١ - ٥  

 

يصعب إنكار هذا الانحطاط في أقسى صوره. ومع أننا وسط هذه الفوضى، ينبغي أن يكون لدينا بداية من الحكمة لمعرفة كيفية مواجهتها، وكيفية التفاعل، وكيفية الاستعداد.  

قد تكون هذه الخطوات الثلاث بداية لهذا الاستعداد: لا تخف. تطهّر. كن جريئًا.

 

١ : لا تخف  

بل قف ثابتًا، واثقًا في حقيقة كلمة الله التي تظلّ صلبة مهما كانت الأوقات عصيبة. فالنصر قد أعدّه الله، وهو يمنحنا الطمأنينة بأننا سنبقى منتصرين (رومية ٨ : ٣٧) وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا.

 

عندما يتقدّم عدو أرواحنا في هذا العالم، يكون بلا قوة. "لأَنَّنَا وَإِنْ كنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ"

(٢ كورنثوس ١٠ : ٣ - ٤).

 

من خلال المسيح، تكون لنا القوة الإلهية التي تعمل على هدم وتدمير وتفكيك أي حصن. نحن نحمل هذه القوة والقدرة، ولهذا لا نغرق في الخوف بل ننهض بالإيمان.

 

٢: تطهّر  

من الصحيح أن خطايانا قد غُسلت وطُهرت وغُفرت بدم يسوع المسيح. بالطبع، هذا صحيح. لكن للأسف، إذا اخترت اليوم الجلوس على مائدة الخطيئة، فإنّ العواقب ستكون مزعجة. فهي تُعكّر صفاءك، وتدمّر سلامك، وتجلب لك الحزن.  

المرأة التي أُمسكت في الزنا تعرف هذا الشعور عن قرب. بشعر غير مرتب، وعينين حمراوين متورمتين من البكاء، وذراعين متراخيتين بجانبها، كانت تنتظر. "فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!» فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" (يوحنا ٨ : ١٠ - ١١)

 

رغم أنها غُفرت، لم يتجاهل يسوع الخطيئة ولم يبرّرها. بل اعترف بها وأعطاها توجيهًا واضحًا بترك حياة الخطيئة. لماذا أعطاها هذا التوجيه؟ لأنه كان يعلم أن لديها، مثلنا جميعًا، الإرادة الحرة لاتخاذ القرارات.  

 

هناك سجين يقول: "لقد اتبعت يسوع وأؤمن أنه مات من أجل جميع خطاياي. لكنني اتخذت قرار ارتكاب الجريمة، وهذه القضبان تذكرني بخياراتي."  

 

يريدنا الله أن نعيش في حرية القرارات الصالحة والتقوية. ونحن نستعد، ننتظر، ونتوقع عودته، يقدم لنا نفس الحرية لترك الخيارات المليئة بالخطايا التي تحبسنا، وتجلب الحزن، وتضعنا خلف قضبان الندم.  


قد تكون عودة يسوع وشيكة، ومن نسمح له بالسيطرة على أفكارنا هو قرار عاجل "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَم) ".رومية ٨: ٦).

 

٣. كن جريئًا  

العالم يغرق، والكوارث تزداد، والنفوس في ظلام، والمحبطون يتحوّلون إلى يائسين.

لذا، لم يعد التخاذل خيارًا. يجب تجديد الجرأة والشجاعة للقيام بأوامر الله لنشر البشارة. لا حاجة لكتابة الكتب أو التحدث من منبر، رسالتك مسموعة بوضوح من خلال أسلوب حياتك. اتباع الله وتعلّم كلمته يمنحان الحكمة والإرشاد في ما تفكر، وما تفعل، وكيف تعمل، وكيف تحب، وأين تذهب.  

نمط الله واضح: تشعر بالقلق؟ اطلب سلام الله. تواجه مشاكل؟ ألقِ بها على الرب. ترى انهيارًا ماليًا؟ وجّه نظرك إلى الأمور السماوية. يتعرّض لك الآخرون بالإهانة والنقد؟ صلِّ من أجلهم على أي حال. تمر ّبِمِحن؟ التزم بالثبات. الحكومة فاسدة؟ أعلن أن الله لا يزال على العرش. الفساد الأخلاقي يتزايد؟ اشكر الله على رحمته. الصراعات الشخصية لا تنتهي؟ سلّمها للَّه. التهديد باليأس؟ أعلن النصر الذي لديك في يسوع.  

سيعود يسوع ونحن في وسط قراءة المدونات، نشر المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي، التسوّق عبر الإنترنت، الذهاب إلى الطبيب، تغيير حفاضات الأطفال... لكننا مستعدون، لا نخاف شيئًا، نتخذ قرارات حكيمة، ونصبح جريئين في مشاركة الإنجيل.

 

تم استخدامها بإذن من Global Media Outreach من جانيت بيريز إكلس. على الرغم من عميها الجسدي، تخدم جانيت بيريز إكلس الرب كمتحدثة دولية وكاتبة. تقدّم الإلهام على موقعها www.janetperezeckles.com. تم نشر المقال في الأصل يوم الجمعة، 17 فبراير 2023.

 

طلبة الصلاة:


صلِّ هذا الأسبوع:


 

يا ربّ، إنّ أوقات النهاية، والمِحَن، والاضطهاد، والعلامات التي يجب أن نكون على دراية بها، أصبحت أكثر واقعية. لكنني لن أخاف، أو أستسلم لطُرق العالم، أو أستسلم للقلق. بل سأعلن نصرَك من خلال أفكاري، وكلماتي، وأفعالي حتى يوم عودتك.  

آمين.

 



أيّ من هذه الخطوات الثلاث قد اتخذتها للاستعداد لنهاية الزمان؟ هل ترغب في التواصل مع متطوّع للحديث عن أي من هذه الخطوات أو لمعرفة المزيد عن يسوع؟

تواصل معنا.

 

هل تحب هذا؟

هل تحب ما قرأت للتو؟ قم بالتسجيل للحصول على هذا كبريد إلكتروني في صندوق الوارد الخاص بك هنا!

التسجيل