صلاة الثّقة

من وثق بالربّ


عَلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ اتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. ٢ ملوك ١٨ : ٥


الملك حزقيا

نقرأ في الكتاب المقدّس في سفر الملوك الأوّل والثّاني قصصاً عن قادة مختلفين لشعب الله. ويخبرنا الكتاب عن ملوك ارتكبوا شراً عظيماً في نظر الله وعن أولئك الذين رجعوا إلى الربّ ودمّروا كلّ الأصنام واتبّعوا شريعة الله. وفي (سفر الملوك الثاني ١٨ - ٢٠) نقرأ عن الملك حزقيا، وهو ملك وُصِف بأنّه شخص وثق بالربّ.

 

كان حزقيا ملكاً عندما هدّد الآشوريون أورشليم. وكان جيش الآشوريين قد استولى بالفعل على إسرائيل وأخذهم إلى الأسر. ثمّ وضعوا أنظارهم على أورشليم. فأرسل ملك آشور رسلاً إلى أورشليم ليجعلهم يستسلمون. وسخر هؤلاء الرّسل من الله وحزقيا. وهدّدوا شعب الله، وأشاروا إلى كلّ المدن والبلدات التي غزوها بالفعل. فرثى حزقيا ومزق ثيابه ولبس المسوح. ثمّ دعا النبي إشعياء الذي قال له لا تخف من جيش آشور، لأنّ الله سوف يضمن عدم مهاجمتهم لأورشليم.

 

 

أنقذنا

أرسل الملك الآشوري مرّة أخرى تهديدًا إلى أورشليم، واستمر في السّخرية منهم، محذرًا إياهم مما سيفعله بهم جيشه. فكيف استجاب حزقيا؟ لقد أحضر هذه التهديدات المخيفة إلى بيت الله و"نشرها أمام الربّ" (٢ ملوك ١٤ - ١٩). وصلّى إلى الله وطلب خلاصه.

 

"وَصَلَّى حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، الْجَالِسُ فَوْقَ الْكَرُوبِيمَ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعْ. اِفْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ، وَاسْمَعْ كَلاَمَ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللهَ الْحَيَّ 

حَقًّا يَا رَبُّ إِنَّ مُلُوكَ أَشُّورَ قَدْ خَرَّبُوا الأُمَمَ وَأَرَاضِيَهُمْ، وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ. وَلأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً، بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاسِ: خَشَبٌ وَحَجَرٌ، فَأَبَادُوهُمْ. وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ الأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ وَحْدَكَ" (٢ ملوك ١٩ : ١٥ - ١٩)

 

 

الخوف المُقدّس

في مواجهة الخوف العظيم، اتّجه حزقيا إلى الربّ، أنا هو العظيم، بخوف مقدّس، خوف الرب. اتّجه إلى من هو أعظم من كلّ ملوك الأرض. اتّجه إلى من خلق كلّ الأشياء، إلى الإله الحقيقي الواحد. إلى الإله القدوس والذي يسود والذي يحكم على الجميع، بما في ذلك قلوب الملوك (أمثال ٢١ : ١). اتّجه حزقيا إلى الله ووثق به، فاستجاب الله لصلاته، "لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ: لاَ يَدْخُلُ هذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا، وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجعُ، وَإِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي»."

(٢ ملوك ١٩ : ٣٢ - ٣٤)

 

لقد حفظ الله شعبه. لقد أوفى بوعده لداود بأنّ نسله سيحكم مملكة أبديّة. ففي الوقت المناسب، سيتجسّد ملك الملوك في بيت داود، وهو الذي سينقذ شعبه من أعظم أعدائهم: الخطيئة والموت.

 

إنّ صلاة حزقيا المليئة بالثّقة في مواجهة الخوف هي تذكير لنا بأن نلتفت إلى الربّ بهمومنا ومخاوفنا. وبينما نفعل ذلك، نصلّي إلى من خلق كلّ الأشياء. نصلّي إلى الله صانع العهد الذي يحفظه. نصلّي إلى من أثبت أمانته على الصليب. نصلّي إلى من هو أعظم من كلّ ما نخافه.

 

 

صلاة الثّقة في مواجهة الخوف

أبي السّماوي، آتي إليك ومعي الكثير من الهموم والمخاوف. تبدو الحياة وكأنّها معركة مستمرّة. أتعرّض للهجوم من كلّ جانب من المخاوف الدّاخلية والخارجية. الظروف في العالم من حولي تجعلني أتأرجح. كلّ شيء يبدو كبيرًا وخارجًا عن السيطرة.

التّجارب في حياتي تجعلني متعبًا. أخشى ألا أتحملها. وخطيئتي تمنعني من الثقة بك. مثل شعب الله القديم، أشعر بالإغراء باللّجوء إلى الأصنام الزائفة لإنقاذي. أميل إلى وضع أملي في آلهة مزيفة لجعل حياتي أسهل وأكثر أمانًا وراحة. تذكّرني صلاة حزقيا بما هو صحيح. أنت وحدك الله. لا يوجد أحد غيرك. أنت خلقت كلّ الأشياء وبقوتك تبقى. أنت تحفظ وتحافظ على كل ما صنعته بنعمتك. ​​أنت أعظم من كل القوى والحكام والسلطات. أنت جالس على عرشك السماوي ولا أحد يستطيع أن يُبعدك. لا أحد يستطيع أن يُحبط هدفك وإرادتك. أنت هو "أنا الذي لا يتغير".

أنت نفس الإله الذي التقى موسى عند العلّيقة المشتعلة قائلاً: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». (خروج ٣ : ١٤). أنت نفس الإله الذي أوفى بوعدك لداود، نفس الإله الذي خلّص شعبك من آشور، ونفس الإله الذي خلّصنا من الخطيئة على الصّليب من خلال شخص وعمل ابنك يسوع المسيح. سامحني على النظر إلى مخاوفي ورؤيتها أعظم منك. سامحني على نسيان من أنت. سامحني على كلّ الطُرق التي أضع بها ثقتي في أشياء أقل أهمّيّة. احمل في داخلي ثمرة الثقة الأكبر. ساعدني على رؤيتك أعظم من كلّ ما أخافه. قابلني هنا في مخاوفي براحتك وحبّك. أنقذني وخلّصني. وفّر احتياجاتي. كن صخرتي وملجأي. اخفني في مأوى جناحيك. ساعدني على تذكّر كل ما هو حق. لأنّك خلصتني من لعنة الخطيئة بموت ابنك، فأنا أعلم أنك معي ومن أجلي اليوم. أثق بك وأرجوك.

 

باسم يسوع، آمين.

 

طلبة الصلاة:


صلِّ هذا الأسبوع:

أبانا السّماوي،

 

أشكرك لأنّني أستطيع أن آتي إليك، خاصةً عندما أكون ممتلئًا بالخوف. أنت القدير، القوي، السيّد، والممتلئ بالرّحمة والمحبّة لي. أشكرك على نعمتك التي تغطيني،

 

آمين.




هل تواجه مشكلة ما وتحتاج إلى طرحها عند قدمي الربّ وطلب المساعدة؟ يمكنك التّواصل مع أحد المتطوعين المهتمّين أدناه.


هل تحب هذا؟

هل تحب ما قرأت للتو؟ قم بالتسجيل للحصول على هذا كبريد إلكتروني في صندوق الوارد الخاص بك هنا!

التسجيل