ماذا يقول الكتاب المقدّس عن إرادة الله؟

هل لدى الله خطّة لك؟


بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ ١ كورنثوس ٢ : ٩


كيف يمكنني أن أعرف إرادة الله في حياتي؟

 

يُقال إنّ أحد أساتذة الجامعات الذين حضروا مؤتمرًا في سبعينيات القرن التّاسع عشر قال: "أعتقد أنّنا نعيش في عصر مثير للغاية".

 

سأله الأسقف الذي ترأّس المؤتمر: "ماذا ترى للمستقبل؟"

 

أجاب الأستاذ الجامعي: "أعتقد أنّنا قادمون إلى عصر من الاختراعات العظيمة. أعتقد، على سبيل المثال، أنّ الرّجال سيطيرون في الهواء مثل الطيور".

 

قال الأسقف: "هذه بدعة! يقول الكتاب المقدّس أنّ الطيران مخصّص للملائكة. لن يكون لدينا المزيد من مثل هذا الحديث هنا."

 

عندما انتهى المؤتمر، عاد الأسقف رايت إلى منزله مع ولديه الصغيرين، أورفيل وويلبر، اللذين كانا رائدين في مجال الطائرات كما نعرفها اليوم.

 

إنّ إرادة الله أعظم وأكثر إثارة ممّا يمكنك أن تتخيّله لنفسك (١ كورنثوس ٢: ٩). إنّ العيش وفقًا لإرادته هو المفتاح لعيش الحياة الوفيرة التي جاء يسوع ليمنحها (يوحنا ١٠ : ١٠).

 

السّؤال الأكثر شيوعًا الذي طُرح عليّ كقسّ هو سؤال مُناسب وعاجل:

 

كيف يمكنني أن أعرف إرادة الله في حياتي؟

 

دعونا نتحقّق: ماذا يقول الكتاب المقدّس عن إرادة الله؟

 

هل لدى الله خطّة لي؟

 

أولاً، يجب أن تؤمن بأنّ الله لديه بالفعل خطة لحياتك.

يقول بعض علماء التّطور إنّ الحياة بدأت بالصدفة، دون خطّة معيّنة أو غرض على الإطلاق. ويقول الوجوديون إنّ هذه الحياة هي كل ما يوجد، والحياة فوضى. على سبيل المثال، كتب مارتن هايدجر أنّنا مُمثلون على خشبة المسرح، بلا سيناريو أو مخرج أو جمهور، وأنّ الشّجاعة تكمن في مواجهة الحياة كما هي. ويقول ما بعد الحداثة إنّ الحقيقة نسبيّة، وأنّه لا يوجد غرض أساسي للحياة.


إذن، هل لدى الله خطة لك، أم أنّ الحياة مجرّد مصادفة عشوائيّة؟


على حدّ تعبير شكسبير، هل نحن "ضجيج وعنف لا نعني شيئًا"؟

 

وهنا جواب الله: "لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً." (إرميا ٢٩ : ١١).

 

كان لديه خطّة بشأن المكان والكيفية التي ينبغي أن يعيشوا بها: "اِبْنُوا بُيُوتًا وَاسْكُنُوا، وَاغْرِسُوا جَنَّاتٍ وَكُلُوا ثَمَرَهَا." (إرميا ٢٩ : ٥)

 

لقد كان لديه خطّة للعائلات التي ينبغي أن تكون لديهم: "خُذُوا نِسَاءً وَلِدُوا بَنِينَ وَبَنَاتٍ (إرميا ٢٩ : ٦)

 

بل كان لديه خطّة للبلد الذي استعبدهم:

"وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ." (إرميا ٢٩ : ٧)

 

خطّة حول مكان وكيفيّة معيشتنا، والعائلات التي ننشئها، والبلد الذي نعيش فيه - ما الذي تبقّى منها؟

 

لدى الله خطّة لكلّ جزء من حياتك.


تقول رسالة رومية ١٢ : ٢ أنّ إرادة الله "صالحة ومقبولة وكاملة".

 

كيف يمكنني أن أعرف خطّة الله؟

إنّ أبانا يريدك أن تعرف إرادته أكثر مما تريد أنت أن تعرفها.

وهكذا يكشفها لنا:


"
فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ) ." رومية ١٢ : ١ – ٢(

 

أولاً، اجعل المسيح مخلّصك.

إنّ كلمات بولس موّجهة إلى "إخوته"، أولئك الذين يشاركونه إيمانه بيسوع. إنّ إرادة الله الأولى لك هي أن تقبل نعمته الخلاصيّة بالثّقة في ابنه ربًا لك.

 

 

ثانياً، ضع الله على عرش حياتك.

 

 يقول لنا بولس "قدّموا أجسادكم ذبائح حيّة". "قدّموا" هو المصطلح الفنّي لتقديم ذبيحة. "الأجساد" تعني الحياة بأكملها. ليس فقط يوم الأحد، بل يوم الاثنين؛ ليس فقط عُشر أموالنا، بل كلها خاضعة لإرادته؛ ليس فقط أخلاقنا في الكنيسة، بل في العمل والمدرسة أيضًا. افعل هذا باعتباره "ذبيحة حيّة" - التزام يومي منتظم.

بعبارة أخرى، ضع الله على عرش حياتك. لا يوجد مكان إلا لشخص واحد هناك. اكتب شيكًا مفتوحًا للَّه - وعد بأنّك ستفعل كل ما يريدك أن تفعله. لن يكشف الله عن إرادته حتّى نكون على استعداد لطاعتها. توجوه على العرش الآن.

 

 

ثالثًا، رفض تأثير العالم.

 

"وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ (رومية ١٢ : ٢أ) توقّف عن التّأثر بثقافتك وقيمها. اسأل نفسك ماذا تقول الثقافة عن القضية المطروحة أمامك، ثمّ ارفضها عندما تتعارض مع الحقيقة الكتابيّة.

 

وأخيرًا، ابحث عن عقل الله.

 

"تحوّل" (رومية ١٢ : ٢ ب). "بتجديد ذهنك" - اقضِ وقتًا مع الله، حتّى يغيّر ذهنك من خلال الكتاب المقدّس والصلاة. اطلب عقله وإرشاده الكتابي وقيادة روحه من خلال الصلاة والعبادة.

عندما تضع الله في القيادة، وترفض معايير العالم، وتطلب عقله، ستختبر "إرادته الصالحة المرضية الكاملة" (رومية ١٢ : ٢ ج). "الصّالحة" تعني ما يعمل بشكلٍ جيّد في الخبرة العملية. "المُرضية" تعني ما يجلب البهجة والسرور في الخبرة العاطفية. "الكاملة" تعني ما يجلب الوفاء الكامل لغرضك في الخبرة الشخصية.

أنت الآن في وضع يسمح لك بالسعي إلى معرفة إرادة الله المحددة لمشكلتك أو قرارك المحدد. سيرشدك من خلال الحقيقة الكتابية، والأبواب والظروف المفتوحة والمغلقة، ومشورة الأصدقاء الأتقياء، وحث روحه في قلبك. ستعرف ما يجب عليك فعله، عندما تحتاج إلى معرفة ذلك.

وإرادته دائما لخيرك ولمجده.

 

طلبة الصلاة:


صلِّ هذا الأسبوع:

أسس إغناطيوس لويولا اليسوعيين، وجعل هذه الصلاة لهم:

 

علّمنا يا رب أن نخدمك كما تستحق،

 

أن نعطي ولا نحسب التكاليف،

 

أن نقاتل ولا نلتفت إلى الجراح،

 

أن نتعب ولا نبحث عن الراحة،

 

أن نعمل ولا نطلب أي مكافأة،

إلا مكافأة معرفة أننا نعمل إرادتك.

آمين.

 



هل تخطّط لقضاء بعض الوقت في البحث عن الربّ عمدًا والتّحول من خلال تجديد عقلك؟ يمكنك التواصل مع أحد المتطوعين المهتمين أدناه.


هل تحب هذا؟

هل تحب ما قرأت للتو؟ قم بالتسجيل للحصول على هذا كبريد إلكتروني في صندوق الوارد الخاص بك هنا!

التسجيل