تخيل أنك عداء وأنت تسابق في الأولمبياد. لديك الأحذية المناسبة والسراويل المناسبة والقميص المناسب. ومع ذلك، هناك شيء ما خطير. على كاحلك مربوط كرة ثقيلة! هذا الوزن ثقيل جداً ولا يمكنك المنافسة في السباق. لو كنت فقط تعرف طريقة لتحرير نفسك! للأسف، تعتقد أنه ليس لديك مفتاح فتح السلسلة.

ثم يقال لك أن لديك مفتاح الحرية. بسرعة، يمكنك تحرير نفسك! يبدو الأمر كما لو أن الكرة السوداء تتحول بأعجوبة إلى منطاد كبير من الهيليوم. يتم رفع الحمل، يتم تحرير البالون، ويزول الوزن.

في حياتنا اليومية، يمكن أن تكون عدم التسامح كرة سوداء ثقيلة. يمكننا التركيز على الألم الذي لحق بنا ورغبة في الانتقام من ذلك الخطأ. ومع ذلك، يقول الكتاب المقدس يمكننا الهروب من هذا الوزن، وأن المفتاح هو الغفران. "فَلْنَتَخَلَّصْ مِنْ كُلِّ حِملٍ مِنَ الخَطِيَّةِ الَّتِي يُمكِنُ أنْ تُعِيقَنا بِسُهُولَةٍ. وَلْنَجرِ بِصَبرٍ فِي السِّباقِ المَرسُومِ لَنا." (عبرانيين 12: 1).

لكن لماذا يصعب أحيانًا مسامحة الآخرين؟ إذا كنت قد تعرضت للخيانة من قبل صديق، لربما شعرت على الأرجح أنك عاجز عن إيقاف الألم. في لحظة الألم هذه، فإن عدم التسامح يوفر وهم القوة، وهو شيء نريده جميعنا بطبيعته. برفضك أن تغفر، تشعر بشعور من القوة، ومن خلال التمسك بالكراهية، تشعر أنك مليئ بالقوة. وعندما تشتعل بالانتقام، ستقوم بلعب دور القوة. لكن هذا ليس كيف يريدنا المسيح أن نعيش. يريدنا أن نغفر.

ولكن كيف؟ إن مفتاح غفران الآخرين هو فهم المغفرة عن حق.

أن تغفر يعني أن تفرج عن استيائك تجاه المعادي لك.

في العهد الجديد، فإن الفعل اليوناني aphiemi يعني في المقام الأول "أن ترسل بعيدا" - وبعبارة أخرى، "أن تغفر، ترسل بعيداً أو الافراج عن عقوبة عندما يخطئ شخص ما بحقك". وهذا يعني أنك تحتاج إلى الإفراج عن حقك في سماع "أنا آسف"، حرر حقك في أن تكون مُرَّاً. يقول الكتاب المقدس، "وَاحتَمِلُوا أحَدُكُمُ الآخَرَ، وَسامِحُوا بَعضُكُمْ بَعضاً حِينَ يَكُونُ لِأحَدٍ شَكوَى عَلَى آخَرَ. فَكَما سامَحَكُمُ الرَّبُّ بِسَخاءٍ، سامِحُوا أحَدُكُمُ الآخَرَ." (كولوسي 3: 13).

الغفران هو الإفراج عن حقوقك فيما يتعلق بالجريمة.

هذا يعني أنك تحتاج إلى الإفراج عن حقك في الخوض في الجريمة، وإطلاق حقك في التمسك بالجريمة، والإفراج عن حقك في الاستمرار في إثارة الخطأ. يقول الكتاب المقدس "المُسامَحَةُ تُعَزِّزُ الصَّداقَةَ، وَالتَّذكيرُ بِالخَطَأِ يُفَرِّقُ بَيْنَ الأصْدِقاءِ." (أمثال 17: 9).

أن تغفر هو أن تعكس شخصية المسيح.

وكما أن الله يعطينا المغفرة من خلال المسيح، نحن مدعوون إلى مسامحة الآخرين. أن نغفر هو أن نقدم الرحمة، إعطاء هدية من النعمة، وإطلاق الجاني مجاناً. علّم يسوع تلاميذه أن يصلوا: " وَاغفِرْ لَنا خَطايانا، كَما غَفَرْنا نَحنُ أيضاً لِلَّذِينَ يُسِيئُونَ إلَينا." (متى 6: 12).

قد تسأل نفسك... ماذا أفعل عندما لا أشعر بالرغبة بالمسامحة؟ عندما لا تشعر بأنك تفعل شيئًا يجب عليك فعله، افحص أفكارك. بينما لا يمكنك التحكم في ما يفعله مرتكبوا الجرائم، يمكنك التحكم في تفكيرك بشأن المخالفين. يعطينا الله الكثير من النصائح حول ما يجب علينا أن نخرجه من تفكيرنا. تخيل أن الكتاب المقدس هو "منطلق التفكير" - وهي أداة تساعدنا على تفتيت الأفكار التي لا ينبغي أن تذهب إلى أذهاننا. تقييم أفكارك حول أولئك الذين أساؤا لك. هل تتدفق أفكارك بشكل طبيعي من خلال "العقل المدروس" في منطلق الكتاب المقدس التالي؟ " وَفِي الخِتامِ أيُّها الأحِبّاءُ، املأُوا عُقُولَكُمْ بِكُلِّ ما هُوَ حَقٌّ، وَكُلِّ ما هُوَ نَبِيلٌ، وَكُلِّ ما هُوَ قَوِيمٌ، وَكُلِّ ما هُوَ طاهِرٌ، وَكُلِّ ما هُوَ جَمِيلٌ، وَكُلِّ ما هُوَ جَدِيرٌ بِالمَديحِ، وَكُلِّ ما هُوَ فاضِلٌ، وَكُلِّ ما هُوَ مَمدُوحٌ." (فيليبي 4: 8) .

إن لم يكن، اقبض عليهم قبل أن يمروا من عقلك ويخرجوا! عندما تختار بعناية ما ستفكر فيه، ستبدأ عواطفك بالظهور، وستشعر في نهاية الأمر بالمغفرة.